مدينة النحاس حقيقة أم خيال

مدينة النحاس

انتشرت الأقاويل على مر العصور حول المدن الأسطورية المفقودة في التاريخ، مثل مدينة اتلانتس أو قارة اتلانتس، وهي المملكة المتقدمة التي غرقت في المحيط عام 9600 قبل الميلاد، ومدينة طروادة مركز أحداث حرب طروادة الشهيرة، ومدينة ممفيس الفرعونية المفقودة، التي كانت عاصمة مصر قبل الميلاد. بالإضافة إلى مدينة النحاس the copper lost city أشهر المدن التاريخية المفقودة في العالم، والتي يقال أنها موجودة في المغرب، وأن الجن قد بناها لسيدنا سليمان. وسنتناول في مقالنا في موقع كلمات أهم المعلومات التي يبحث عنها الكثيرون حول مدينة النحاس المدينة الأسطورية التي لازالت لغزاً كبيراً حتى الآن.

قصة مدينة النحاس كاملة

مدينة النحاس
مدينة النحاس

يطلق على مدينة النحاس أيضاً “مدينة الصفر”  بسبب لون النحاس الأصفر الذي يعتبر مادة البناء الأساسية في المدينة بأكملها. ويقال بأن الجن قد قام ببناء  المدينة بأكملها في عهد النبي سليمان عليه السلام، تتميز مدينة النحاس بالطابع الأندلسي، وتجمع المدينة بين مزيج من الثقافات العربية والأندلسية والفرنسية.

وقصة مدينة النحاس كما أوردها الغرناطي أن المدينة تم بناؤها في عهد سيدنا سليمان عليه السلام على أيدى الجن المسخرين له، وقد بنيت في فيافي الأندلس بالمغرب الأقصى بالقرب من بحر الظلمات.

وفي عهد عبد الملك بن مروان حاكم المغرب، كانت أولى محاولات البحث عن المدينة والدخول إليها حيث بلغ خبرها عبد الملك ابن مروان، فأمر موسى بن نصير بالبحث عنها حتى يجدها ويدخل إليها ويكتب له عما رءاه هناك.

خرج موسى بن نصير مصطحبا معه من يدلونه على تلك المدينة، وامتدت رحلة البحث عن المدينة في الصحراء أربعين يوماً، حتى وصل موسى بن نصير ومن معه إلى أرض واسعة بها الكثير من المياه والعيون والأشجار والوحوش والطيور والحشائش والأزهار.

كانت هناك مدينة شاسعة محاطة بسور عظيم من النحاس الخالص، ليس له باب يمكن الدخول منه إلى المدينة، كما أن السور تم تثبيته بشكل متين تحت الأرض على عمق بعيد يصل إلى المياة الجوفية بباطن الأرض.

الدخول إلى المدينة

أمر موسى بن نصير ببناء سور مماثل لسور المدينة بنفس الإرتفاع، ووضعوا عليه سلم ليكون وسيلة يمكن من خلالها التسلق للوصول إلى أعلى السور والدخول منه إلى المدينة.

عرض موسى بن نصير على رجاله أن من سيصعد  إلى أعلى سور المدينة سيعطيه ديته، فصعد أحدهم إلى الأعلى فوق السلم على سور المدينة، ولما وصل إلى أعلى السور وأشرف على المدينة ضحك وصفق بيديه، ثم ألقى نفسه إلى داخل المدينة.

هنا تصاعدت ضجة عظيمة وأصوات عالية مفزعة إستمرت ثلاثة أيام ثم سكنت، وعندها نادى العسكر على الرجل عند كل أنحاء السور فلم يجبهم أحد حتى يئسوا منه.

ندب الأمير موسى بن نصير منادياً فنادى في الناس ليصعد أحدهم السور مقابل ألف دينار، فبرز رجل آخر ليصعد إلى أعلى السور، فأعطاه الأمير ألف دينار واوصاه بالرجوع إليهم، وألا يفعل مثلما فعل صاحبه من قبل، فعاهده الرجل على ذلك.

صعد الرجل، وعندما أشرف على المدينة حدث معه مثلما حدث مع صاحبه، فطلب موسى بن نصير رجل آخر للصعود إلى أعلى السور وكشف الأمر.

قاموا بربط الرجل بحبل ابقوا طرفه معهم، حتى إذا أراد أن يلقي نفسه، قاموا بسحبه إلى الأسفل مرة أخرى.

صعد الرجل حتى أشرف على المدينة، فضحك وصفق وحاول أن يلقي بنفسه داخلها، وهنا قام العسكر بمحاولة شده بالحبل إلى الأسفل، ولكنه كان يسحب نفسه إلى داخل المدينة حتى انقطع جسده نصفين، وعندها يأس الأمير موسى بن نصير من الدخول إلى  المدينة، وأمر عسكره بالرحيل.

هل قصة مدينة النحاس صحيحة؟

انتقد المؤرخ ابن خلدون في كتابه “تاريخ ابن خلدون” هذه القصة واستبعد أن تكون واقعية، واستند على أن ما ورد في القصة منافيا للأمور الطبيعةة، وقد أيده ياقوت الحموي في كتابه “معجم البلدان”.

شاهد أيضاً: تحليل الخريطة الفلكية وكيفية استخراجها

مدينة الجن النحاسية

مدينة النحاس
مدينة النحاس

تنسب مدينة الجن النحاسية أو مدينة النحاس إلى الجن الذين قاموا بتشييدها بأمر من سيدنا سليمان.

تم تشييد المدينة بأكملها من النحاس الخالص، وتتسم المدينة بالطابع الأندلسي، ويقال أن المدينة مسكونة بجن يأخذ كل من يحاول الدخول إلى المدينة.

وقد أورد الغرناطي أن المدينة تقع على طريق قاحلة وعرة لم يسلكها بشر، حيث تقع المدينة في قلب الصحراء على مسيرة أربعين يوماً، وسط بقعة واسعة مليئة بالعيون والأشجار والنخيل، والحيوانات والطيور غير المعروفة.

وقد ورد في رواية الغرناطي أن الأمير موسى بن نصير وجد ألواح من الرخام الأبيض في المنطقة التي تحيط بالمدينة كل لوح مقدار عشرين ذراعاً، الألواح مكتوب فيها أسماء الملوك والأنبياء والتابعين والفراعنة والأكاسرة والجبابرة ووصايا ومواعظ، كما ذكرت كذلك سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وأمته.

وقد وجدوا صورة من نحاس عليها رجل في يده لوح من نحاس كتب عليه “ليس ورائي مذهب فارجعوا ولا تدخلوا هذه الأرض فتهلكوا”؛ فدخل بعض العبيد إليها، فوثب عليهم من بين الأشجار نمل كالسباع الضارية، وقطعوا الرجال إربا.

وسار رجال موسى بن نصير حتى وصلوا عند بحيرة كبيرة كثيرة الطير، فنزل الغواصون في البحيرة، ووجد الغواصون جباباً من النحاس عليها أغطية من الرصاص مختومة بختم سليمان فأحضروها.

قام الأمير موسى بن نصير بفتح أحدها، فخرج منه فارس من نار على فرس من نار في يده رمح من النار وهو يقول: ” أعاهدك يا نبي الله أن لا أعود”، وفتح جب آخر فحدث فيه مثلما حدث في الجب الأول، فقال موسى أن هذه الجباب فيها جن قد سجنهم سليمان عليه السلام لتمردهم، فأعادوا بقية الجباب إلى البحيرة.

موقع مدينة النحاس

مدينة النحاس من أهم المدن التي تدور حولها الأساطير التاريخية، التي رواها بعض المؤرخين، وقد صدقها البعض، في حين نفاها البعض الآخر واستبعد كونها قصة حقيقية؛ مما جعلها موضعاً للكثير من الإشكاليات والإنتقادات. 

تقع مدينة النحاس غرب المغرب على ساحل البحر الأبيض المتوسط، بين مرتفعات جبل درسة وسلسلة جبال الريف بالقرب من مضيق جبل طارق.

قال الغرناطي: “مدينة النحاس بنتها الجن لسليمان بن داوود عليهما السلام في فيافي الأندلس بالمغرب الأقصى قريباً من بحر الظلمات”. ولا نعرف بالتحديد إن كانت تقع في الأندلس الأوروبية أم تقع  في دولة المغرب في إفريقيا، كما يعتقد الكثيرون. 

هل مدينة النحاس حقيقية؟

اختلف المؤرخون قديماً حول حقيقة وجودها، فأكد البعض وجودها على أرض الواقع، واستبعد البعض الآخر ذلك، حيث أعتبرها مدينة أسطورية لا تمت للواقع بصلة. 

وتنقسم الروايات التي تصدق وجودها إلى قسمين:  الرواية الأولى ترجع تشييد المدينة إلى الملك ذو القرنين، الذي ورد ذكره في القرآن الكريم، وقد قام ذو القرنين ببناء المدينة في بلاد الأندلس على المحيط الأطلنطي، وقد قام بسحرها ليمنع أى شخص من دخلوها.

الرواية الثانية ترجع نسب المدينة إلى سيدنا سليمان، النبي الذي سخر الله له الجن والطير وكل المخلوقات لخدمته، ويقال أنه أمر الجن ببنائها، حيث كانت محاطة بسور كبير شديد الإرتفاع ليس به باب يمكن لأحد الدخول منه إلى داخل المدينة، ويقال أن المدينة مازالت مسكونة بالجن.